
ا. خالد الصمدي :
سافتني الأقدار اليوم إلى متحف نادر ومنجم غني من تاريخ شمال المملكة بصفة عامة ومدنية القصر الكبير بصفة خاصة ،
محراب أستاذي المؤرخ البحاثة الدكتور سيدي محمد أخريف ،حفظه الله، الذاكرة الحية لمدينة القصر الكبير وأحوازها،
تلك المدينة التي تنبعث من رماد ، بفعل جهود ثلة من أبنائها الباحثين البررة
وجلها من تأليف أو ترجمة، أو تنسيق، او تقديم أستاذنا الجليل ضمن جهود جمعية البحث التاريخي بمدينة القصر الكبير التي أسسها بتعاون مع أساتذة أجلاء من أبناء المدينة الغيارى على تاريخها ومستقبلها ،
وقد لاقت هذه الجهود 60 كتابا تضم أعمال ندوات، وأعمالا بحثية جماعية، وتحقيقات لوثائق ومخطوطات نادرة، وتوثيقا لروايات شفوية حية لشخصيات شهدت الأحداث والمعارك التي جرت وقائعها فوق تراب هذه المنطقة في مرحلة الاستعمار الاسباني ، وتاريخا لأسر ومدارس علمية طبعت التاريخ العلمي و الادبي والسياسي للمنطقة والمدينة،
بالإضافة إلى متحف خاص بالادوات والوثائق النادرة التي عثر عليها أستاذنا وجمعها بجهود مضنية في الجولات التي قادته طيلة سنوات الى قرى وبوادي المنطقة ، وجمعها في هذا المتحف المحراب الذي يعتكف فيه بحب واخلاص ،
مجهودات حري بالكلية متعددة التخصصات بالمدينة أن تحتصنها وتحولها إلى دراسات وأبحاث في التاريخ والجغرافيا واللغات العربية والإسبانية، على مستوى التكوين والبحث في سلك الماستر والدكتوراة ،
إن مدينة القصر الكبير وأحوازها من خلال جولة قصيرة في هذا المحراب الذي تحتضنه ذاكرة ومتحف أستاذنا سيدي محمد أخريف تنام على كنز ثمين من التاريخ و الآثار الأركيولوجية من كل العصور ، هذا الكنز الذي يحتاج الى حفريات ودراسات علمية ، تاريخية وسوسيولوجية وتربوية ودينية،
وتحتاج الى ترميم بنايات ومآثر ثمينة لا زالت معالمها موجودة بالمدينة، وهي معالم مليئة بالاحداث التاريخية ، التي تعد جزءا من التراث اللامادي للمغرب القديم والحديث ،
بارك الله في جهود أستاذنا الدكتور محمد أخريف الاستاذ الصارم المربي الخلوق الذي درسني مادة التاريخ والجغرافيا بالتعليم الاعدادي بثانوية وادي المخازن للتعليم الاصيل منتصف سبعينات القرن الماضي ولا تزال صورته بدفتر التنقيط الأحمر راسخة في ذهني الى اليوم ،
التقيت به اليوم في مناسبة عائلية فأبى إلا أن يأخذ يبدي ويستضيفني في محرابه ، فوجدته بحمد في تمام صحة وعافية ذاكرة متقدة في استحضار الوقائع والاحداث وترتيبها وتحليلها، واستشراف آفاق الاشتغال بها ،
هذا المجهود الذي أتمنى أن ينبري له أحد الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراة لينجز بحثا بعنوان :
الاستاذ محمد أخريف وجهوده في الدراسات التاريخية، بشمال المملكة
توثيق وتكشيف ودراسة ،
فسيجد لدى الرجل حفظه الله من الكنوز ما إن مفتاحه لتنوء بالعصبة أولي القوة من الباحثين ،
بارك الله في جهود أستاذنا في صحة وعافية ونفع به وبجهوده آمين