رواية ” قناديل السماء ” لمصطفى الجباري أو أزمة نموذج الداعية بين المثالية والواقعية

16 فبراير 2025
Oplus_0
بقلم ذ :  أحمد العبودي
  تقع رواية ” قناديل السماء” لصاحبها مصطفى الجباري (طبعة 2012 ـ طوب بريس) في مائتي وخمس وثلاثين صفحة (235) من الحجم المتوسط، موزعة على خمسة عشر( 15) فصلا، وقناديل السماء هي الإصدار الثامن ضمن أعمال الروائي مصطفى الجباري.
   اختار الروائي إهداء ينسجم مع موضوع الرواية تعبيرا وفكرة ويتلائم مع أطروحتها المركزية ويومئ إليها بوضوح، فالإهداء موجه  ” إليك أيها القلب الذي أسمع نبضاته تنهض أشواقك، وتحمل أحلامك إلى ما وراء مطامح الأرض، إلى هناك خلف سجف الغيب حيث تتلألأ أنوار العرفان…” ()
       من الوهلة الأولى سيبدو للقارئ  أن أحداث الرواية أولت مكانة متميزة للشأن الاجتماعي والتربوي أو ما يمكن أن نسميه التربية الاجتماعية ، يدل على ذلك الحيز الذي استغرقه  هذا الجانب من هذا المنتج الإبداعي، كما يعزز هذا المنحى المعجم اللغوي والأساليب التعبيرية التي استثمرها الروائي في متنه السردي والتي تزخر بمصطلحات ومفاهيم وظيفية تنهل من معجم روحاني شفاف يهيم بالقارئ ويرتقي به في مدارج السالكين نحو الحق واليقين على نحو قد يصل درجة الإبهام بالنسبة لمن لم يعهد ولو قليلا من تعابير المتصوفة وإشراقاتهم العرفانية، فانظر كيف يؤكد على ” انها الطفرة الفريدة لا يقوى على قانونها الصارم إلا من رسخت جذوره في تربة التواضع المحروس بروحانية المراقبة لكوابح الذات…التواضع شرط والعدل اساس ومن خميرتهما المضمخة برواء الفطرة تتكون مقصدية الجمال كذوق تذر فسائله القيم…. الجمال … الجمال … الجمال” ()
     ولا يحتاج القارئ المتبصر لجهد كي  يكتشف أن الرواية تعبر بوضوح عن ثقافة موسوعية مزجت مزجا تركيبيا بين السياسي والفكري والفلسفي والتربوي والاجتماعي ، وهي على هذا المستوى تذكر القارئ بعمالقة الثقافة الإسلامية الموسوعيين كابن القيم والغزالي ومالك ابن نبي وسيد قطب…
       ويمكن القول أيضا : إن ” قناديل السماء” إبداع روائي يسلط الضوء على بؤر خاصة من أزمة القيم المادية التي كرسها النمط الثقافي الغربي المعاصر وأشاعها في المجتمعات العربية الإسلامية حيث بدأ يلوح في الأفق “الانحباس الروحي” وتهيمن فلسفة موت الانسان المعاصر، لذلك فإن  هذا الإصدار يمكن اعتباره صرخة مدوية تنضاف إلى صرخات فلاسفة الغرب ومثقفيها أمثال إليكسيس كاريل Alexis Carrel صاحب كتاب ” الإنسان ذلك المجهول” والذي حذر من استيلاء نزعة التفكير المادي على الشباب الأوروبي، والشاعر الإنكليزي توماس ستيرنس إيليوت Eliot صاحب  قصيدته “الرجال الجوف” (The Hollow Men) و “الأرض اليباب” / أرض الضياع (The Waste Land : .(1987) أو الأرض الحزينة كما سماها الروائي نفسه ()
         وقد اختار الكاتب أن يطرح في هذا السياق ، سياق الانحباس الروحي وقلة النماذج الدعوية المؤهلة للممارسة الدعوية بأساليبها القوية والمثمرة، اختار طر بديل في السلوك والتوجه ممثلا في شخص الرواية الرئيسي “شاكر الهاشمي” الذي عَرَج به الكاتب إلى مقام ” الإحسان العرفاني ” أو “الإيمان الإحساني”() لعله يشكل نموذجا مرجعيا مقنعا على مستوى السلوك والتكوين المعرفي. فمن خلال مواقف نموذج “شاكر” يتطلع الروائي الجباري إلى جعل الخلاص يتوقف على ” التعلق بأهذاب السماء، فمنها يشع نور الهداية ومنها أيضا نقتبس سبل السير عبر معالم واضحة تجنبنا أي ضياع محتمل” ويتضح افتراض ذلك الخلاص انطلاقا من أول جملة في الرواية “ما هذا النور المترامي بلا حدود؟() وآخر جملة فيها ” وقضى(شاكر) ليلته كلها في الصلاة والذكر والدعاء، كذلك تكون مفاهيم الشكر عند العارفين ” .()
     وعلاقة بذلك وعلى مستوى الصراع الداخلي الذي يحتدم في عمق مواقف شخوص الرواية تتشابك كثير من الأحداث التي انخرط فيها شاكر الهاشمي طوعا أو كرها، كالصراع الايديولوجي المرير بين محسوبين على التيار اللينيني الماركسي من جهة وبين التيار الإسلامي ، صراع جعل الروائي عناصره الأساسية تقوم على المال والسلطة وفيه تم استغلال بؤس المرأة وفاقتها…وهو صراع ـ كما صوره الروائي الجباري ـ يبرز مدى قدرة الطرفين على الاستقطاب نحو اختيارات ومرجعيات متناقضة في الغايات وفي الأساليب التدبيرية ، صراع له مبرراته الموضوعية والتاريخية لا ينكرها من يدرك حركية المجتمع وسنن الندافع الحضاري… ويبدوا أن الروائي لم يجد مستندا فنيا في القفز عليه أو تجاهله بل على العكس من ذلك أنشأه إنشاء وضخمه فنيا لكي يرسخ لدى المتلقي حتمية التدافع السنني في التاريخ والمجتمع والنفس الإنسانية، فبين ثنايا الأحداث المتنامية ينبه الروائي الجباري على ضرورة تدبير التدافع  برشد وبصيرة وعلى هدي من ” العلم الكسبي والوهبي”. كما أن الصراع الذي أذكاه الروائي مكَّن فنيا من إضاءة جوانب أخرى من شخص شاكر وعمل على إبراز بعض مكنوناته النفسية وطبيعة بنيته الذهنية ومهاراته التواصلية وقدراته في إدارة الحوار والتحكم في قواعد السجال مع الخصوم المغرضين.
     قصد الروائي مصطفى وهو يرصد تنامي الأحداث وتأزمها أن يجعل ذروتها تسفر عن تهمة الاغتصاب المنسوبة لشاكر وما تلاها من تداعياتها ووقع بالنسبة للوسط الذي يشتغل فيه شاكر بالتأطير والتوعية والعمل الاجتماعي. فانطلاقا من هذا الحدث جعل الكاتبُلقارئه يرتاد فضاءات متنوعة لها شخوصها وروادها وثقافتها أيضا، فكانت مناسبة لكشف منطق القول والفعل لدى أولئك المناوئين وتعرية نزواتهم وتطلعاتهم المخزية.
     ومن اللافت للانتباه وما قد يثير النقاش أن الكاتب جعل شخص شاكر يرى في التنظيمات الإسلامية مضيعة للوقت والجهد وأن نفعها لا يتعدى التخطيط والإدارة التي تجعل الوقت والجهد هدرا . يقول شاكر لصديقه الطبيب : ” إنك لا تصحبنا إلى زيارات وخدمات هي عندي أولى من تعليب طاقتي وجهودي في لقاءات تنظيمية لا يتعدى نفعها جو التخطيط وإدارة هموم العاملين في خط الدعوة إلى الله، أنا أتعاطف … لكنني لم ولن افكر في أن أكون زعيما أو فردا داخل تنظيم من هذه التنظيمات ” () ، ربما لأن الجباري يرى من خلال شاكر القيادي ، أن استراتيجية العمل الحركي في حقل الدعوة والتربية ينبغي ـ منهجيا ـ أن يتم التركيز فيه على مناحي أخرى في الدعوة، وهو الأمر الذي أفصح عنه شاكر بقوله : ” أغلبية العاملين لخدمة منظومة القيم الإسلامية تنقصهم الرؤية العميقة لمفاهيم الدين، ناهيك عن خلل ملحوظ في المناهج التربوية التي يتكئون على أدواتها في تحريك سنن المدافعة مع غيرهم من أصحاب الأطروحات والمناهج المناوئة لأسس وثوابت انتمائنا الديني”
       ومما يشد الانتباه أيضا في الرواية الأوصاف التي أغدقها الكاتب على بطله وساقها بصيغ المبالغة والتفضيل والأولية إلى درجة لا تبقي للقارئ حظا في ممارسة أي نقد أو تصويب محتمل لسوكه أو أطروحاته عبر امتداد الرواية الفسيح ، إذ غدا شاكر أو ” العابد  الشاكر” يبدو من زاوية معينة شخصا أقرب إلى المثالية والنموذج منه إلى الواقعية ، وربما يرى الروائي الجباري أن السمات التي أهلت شاكر  هي التي يتعين أن تتسلح بها قيادات التنظيمات الإسلامية الحركية، وبالمقابل وحرصا على عدم تجاوز خطوط الوسطية والاعتدال وضرورة اقتراح نموذج قدوة واقعي  فقد صرف الروائي بطله إلى وجهة أكثر واقعية واجتماعية من خلال إقحامه في الهموم اليومية  وانخراطه في مصالح ” للبؤساء والمرضى والفقراء الذين لا يجدون من ينظر إليهم بعين الرحمة والاهتمام بما يعانونه من عوز وخصاصة ” (). ولعل  الجمع في شخصية شاكر بين التكوين الثقافي والانخراط في العمل الاجتماعي مسعى أراد به الروائي أن يجعل منه مثقفا عضويا أو راهبا بالليل في محراب الواردات والأذكار وفارسا بالنهار تقضى على يديه حوائج الناس ويتفانى في خدمة مصالح البؤساء ويمارس قناعاته بالمساهمة الفعلية في تمتين النسيج الاجتماعي بارتياده للمحافل الآهلة من رباطات الذكر والدورات الروحية التي تتيح الحوار والتواصل والتأطير والاستقطاب.
     وعبر شخصية شاكر ذات الأبعاد المتكاملة يرسل الروائي الجباري رسالة واضحة قد لا يوليها كثيرون ـ رغم بساطتهاـ أهميتها ، وربما أيضا قد تزعج بعض الأطراف ممن له نصيب في الانتماء لطريقة أو نحلة تصوفية  مفادها أن ” الرسوخ في مقام الإحسان ليس حكرا على الطرقيين والمتصوفة “. وفي ذلك جواب على من يرون أن أزمة الأمة لن تنحل إلا بـ”المشيخة الصوفية” والرجوع إلى التصوف ومناهج التربية الروحية دون أن يحددوا هذه المناهج ولا سبل تنزيلها.
     وأما اختيار” شاكر” تسمية فتسوغه ، نظريا، المرجعية الإسلامية وأصولها المعرفية والثقافية كما تسوغه، عمليا وسلوكيا، الأبعاد المتنوعة في شخصية البطل الروائي وما يرمز إليه الشكر من جلائل الأعمال وعلوّ همة السالك إلى الله عبر مقام الشكر ” اعْمَلُوا آل داوُودَ شُكراً وقليلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ “( سورة سبأ: الآية 13)
   وفي الجانب الآخر من صورة شخصية شاكر ذات الجاذبية الضاغطة يظهر أنه رجل ” نيف على الأربعين في استعلاء دائم عن جواذب المجد والثراء كأنه ليس من سكان الأرض ” أو حسب صديقه الطبيب إنه ” أحد أولياء الله الحكيم الرباني، قنديل السماء ” () وهو أيضا “رجل الليلُ زادُه في معارك النهار”() أو كما وصفه محسن أحد تلامذته “إنك أكثر من شيخ وأستاذ، بل جبل أشم، لا تزحزحه المحن والأراجيف اللئيمة عن مواقعه ، إنك تخفي أرصدة مناقبك وراء تواضع عزَّ نظيره ونحن نعلن شهادتنا بأنك منة هبطت علينا من السماء ” ()
     إنها أوصاف قلما أحرزها بطل من أبطال العالَم الروائي لمصطفى الجباري والمتكون مما يزيد على تسع روايات () والأمر طبيعي جدا إذا علمنا أن الكاتب يطمح ان يجعل من شاكر مرجعية مُقْنِعة في السلوك والمواقف والفكر ضمن حركية المجتمعية وسيرورة التدافع الاجتماعي والحضاري في غمرة هموم المسلم المعاصر وأزمة الاختيارات.
       من جانب آخر فإن الرواية انبنت على أحداث أخرى أضاءت البعد الفكري والاجتماعي والنفسي للبطل وومكنته من فضح  أمراض اجتماعية لطائفة من الانتهازيين الذين يناصبون العداء للفضيلة ولقيم الحق والجمال والصدق… ولعل التهمة التي لفقها هؤلاء لشاكر والتي بمقتضاها ادعوا ظلما تطاوله على عرض امرأة حملت منه، كانت محكا قويا أظهر رباطة جأشه وكشفت عن معدن شاكر النفيس كما أبانت عن علو كعبه في مقامات الإحسان ، وهي تهمة تعامل معها بعزيمة العارفين ويقين الصديقين ولم يعرها أي اهتمام بل أحسن استثمارها وأضافها إلى أرصدته الإيمانية هي أي التهمة عنده بمثابة : “محطة محمودة أتعلم منها وأمحص من خلالها رتبة إيماني في مدارج اليقين ” () بل أكثر من ذلك فهو مستعد دائما ليُسمع من يتهمه عفوَه ويذيقه طعم السماحة كما صرح بذلك للأستاذ اسماعيل صديقه المحامي، لأنه يعتقد أن الانتصار على من اتهمته والتي لا يعرفها أصلا إنما يكون بأساليب السماء ” () فرغم أن المناوئين يصرون على تفجير الألغام في صدور “خفافيش الظلام” أمثال شاكر لكن سماحة شاكر وكرمه الفياض وترفعه الملائكي دفع بسناء متهمته أن تعترف بالمؤامرة وتطلب عفوه وصفحه، فها هي في موقف رهيب و في لحظة الصفاء النفسي وصحوة الضمير تقول له : ” يا للعار… يا للذل .. يا للحقارة ها هو أبشع العقاب أنال خزيه . هذه نتيجة من يلوث سمعة بريئ مثلك ، ذاك الجنين الذي أجهضته هو من حقير أكرهه كما تكره حاسة الشم رائحة الخنازير “()
      وفي سياق آخر، تبرز علاقة شاكر مع ابنه “جواد” ذي النزوعات المادية والمتعطش إلى ما راكم أبوه من ثروة ، جانبا آخر من مسألة العلاقة أبوة / بنوة ، فلما كان الخلاف واضحا بين الأب والابن فقد احتاج الأمر إلى نوع من المفاصلة، لقد اضطر الابن أن يتمترس وراء نبذ التطرف ويرى أن أباه يتطلع إلى غلو الأساقفة  ومن حقه هو أن يبقى في حدود دائرة الوسط والاعتدال. ومن هنا تطرح الرواية مسألة العلائق والجسور على مستوى ضيق وفي نطاق الأسرة الصغيرة . لقد قرر الأب أن يحرم ابنه “جواد” من إدارة تجارته وجرَّده من كل حق في ذالك وأوكل المهمة الى “محسن” أحد الشباب الذين انتشلهم شاكر من الضياع والحيرة واستقطبهم للعمل في سلك الدعوة إلى الله . وهذا المقطع من مشاهد الرواية يحيلنا على رواية الفلسطيني غسان كنفاني “عائد إلى حيفا” التي كانت ذروة أحداثها حين التقى الأب “سعيد” بابنه “خلدون” والذي  أصبح يسمى “دوف” وذلك بعد مضي عشرين سنة عن أحداث التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين، في مشهد رهيب  ـ حيث كان “دوف” يرتدي الزي العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلي ـ ينكر أبوة “سعيد” قائلا: ” الإنسان قضية يا سيدي …” ويستنكر عليه بعده عن الوطن دام عشرين سنة .
     فضلا عن ذلك فإن قوة تأثير شخصية شاكر تظهر من خلال ما يقوم به من أعمال اجتماعية جليلة ومن خلال المواقف النبيلة التي ” تنوء بحملها هيآت وجمعيات ذات الاختيارات الاجتماعية والتكافلية “() إذ تنطبق عليه، أي شاكر، مقولة : “تأثير الواحد في الألف أبلغ من قول الألف في الواحد “
خلاصات و إضاءات:
يمكن اعتبار قناديل السماء زفرة أخرى من زفرات الروائي مصطفى الجباري تؤكد النفس العميق في الكتابة والإبداع وتعزز موقع الرجل ضمن المشهد الإبداعي بالمغرب ، وهي ترغيم ” لسحرة ” هذا الشكل من أشكال الإبداع والذين يترصدون للجباري ولأمثاله بسلاح اللامبالاة والتعتيم المقيت.
القناديل إبداع ومتنفس لإسلاميين طالما ركزوا على انتقاد تعاطي الجباري مع المسألة الجنسية في إبداعاته، ولربما بعضهم سيتوهم أن الرجل أضحى يستحق “حسن السيرة ” أو أنه كفرعما  اقترفه من سوابق  في روايته  ” الوجه الآخر لمدينة البحر” كما قد يحلو للبعض الذين يقيمون محاكم تفتيش للإبداع وينظرون إليه من زوايا ضيقة فيستصغرون الإنتاج بسبب طبيعة تعاطي الروائي مع المسألة الجنسية أو لمجرد أنه أثارها.
العالم الروائي الذي راكمه وبناه مصطفى الجباري في صمت وبلا أدنى ضجيج هو استجابة لتحديات مرحلة طالما ارتفعت فيها الأصوات والنداءات بين صفوف العاملين لمصلحة الجبهة الدينية تطالب بملء الفراغ المهول في المجال الفني والإبداعي، ومع أن الجباري من الذين نحتوا على صخرة الإبداع الصلبة بكل قواه العقلية ومهاراته الفنية ، فلا يزال العاملون في الدوائر الإبداعية لم يكلفوا أنفسهم عناء اكتشاف مكنونات أعماق الجباري وما يزخر به من نفائس وما يضمره من طاقات تتوهج كما يتوهج الماس.
      ونود أن نطرح على هامش الرواية ، والتي هي خطاب مفتوح للعاملين في سلك الدعوة، مجموعة من التساؤلات التي قد تسعف على المزيد من النقاش حول المنتج الروائي “قناديل السماء” ومنها  :
ما حظ الروائي مصطفى الجباري من البطل شاكر؟ وهل ثمة في الرواية جانب من سيرته الذاتية ؟
ما هو حظ الحركة الاسلامية من نموذج شاكر وشخصيته ذات الجاذبية الفائقة  ؟
ألا يؤكد بطء الاستقطاب والتوسع في عمل الحركة الاسلامية افتقادها لأمثال شاكر؟
ما هي النماذج المشتغلة في حظيرة الدعوة إلى الله والتي يمكن أن يحيل عليها شخص شاكر؟
هل اعتماد الروائي توصيف شاكر بتلك الصورة إعلان منه عن عقم الحركة الاسلامية في صناعة القيادات المرجعية من عيار شاكر؟ أم أن في ذلك ذلك تحفيزا  لها على المزيد من الجهد والمثابرة ؟
ألا يحق للحركة الإسلامية أن تفخر بأبنائها وكفاءات أولئك الذين صنعوا على عينها وبلغوا مبلغا مقدرا في مؤسسات الدولة يعرفه اليوم الجميع ؟ أم أن ذلك مجرد “وهم زائل”؟ وورطة خيبت الآمال؟
ألا يمكن أن نستحضر في هذا السياق أسماء مثل المرحوم أحمد محمد شقور (نموذج القصر الكبير بشمال المغرب) ومصطفى بنحمزة (شرق المملكة) والأمين بوخبزة (أقصى شمال المغرب) والمقرئ الادريسي أبو زيد (وسط البلاد) والمرحوم فريد الانصاري (جنوب المغرب) وعز الدين توفيق والشاهد البوشيخي…وغيرهم على الأقل ممن يعرفهم الجميع ؟

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading