
ذ : حميد الجوهري
أقبل رجل من أقصى يسار الرعية، يحمل لسانه على جرأة الخطاب، و امتطى صهوة “ساسة” و معها “يسوس”، حتى انتهى المطاف بمنبر جعله من علية الناس، و قد كان من قبل خطيب الرعاع، فساعدته تجربته في “لحن القول” في أن يكون ألحن الخطباء حجة، فإذا بالمجلس يفضي به إلى الرئاسة و الاستوزار، و كان من قبل و سيطا بين الأظناء و القضاة، لهذا كان واسع المعرفة بحيل الفراغات..!
قال و هو ينفض عنه غبار اليسار: لا فرق بين يمين القوم و اليسار، و كان من منظري الجمع بين النقيضين في صعيد مصطنع واحد، لا من أجل عبادة الواحد الديان، بل لا عتلاء المنبر إياه بسلاسة و انسياب، بعد أن خلا من نخبة الخطباء الصلحاء، لأنه حسب قوله لا يؤمن بالفراغ، و هو ممتلئ البطن ، فكيف لا يغني غناء الشبعان..!
و حدث أن أحدا من الرعاع، اشترى هاتف ” أيفون” بما يملك من مال، لأنه كان مولعا بالتصوير الفوتغرافي و البيان، فصادف و هو المولع بالخطاب، خطاب أبا و هب في ما يسمى “بار الأمان”، و أعجب برؤيته الفنية بمنبره الذهبي، فاقترب حتى كان قاب قوسين من زعيم الخطباء، فإذا به معه وجها لوجه، فشغلته الفجأة عن تصوير المنبر، و انشغل بأخذ صورة صاحبه القديم ليتأملها، و يبيح للناس ما خفي عنهم من سيرة هذا الفلان؛
و في الصباح قرأ الناس خبرا عابرا على صفحات ” الفايسبوك”
قبض على صاحب أيفون خالف قانون نشر الصور، و يبدو أنه كانت له نية الإساءة لشيخ الخطباء أبا و هب، و هو يعتلي منبره الذهي!
(محاولة كتابة قصة قصيرة في بضع دقائق، أرجو أن لا يقرأها من يملك أيفونا قيمته 2000 درهم)