” احميدو البحار ” (01)

1 ديسمبر 2024

– ادريس حيدر : 

لم تكن إحدى الأصوات التي كانت تعلو و يتردد صداها في فضاء الميناء الصغير ، إلا صوت المعلم ” احميدو البحار ” الذي حمل هذه الكنية و لازمته طيلة حياته ، نظرا لإرتباطه الشديد و العضوي بعمله في البحر .
.كان رجلا قصير القامة ، خفيف الحركة ، بملامح دقيقة و حادة تعكس صرامته ، التي لم تكن تخطئها العين ، خاصة أثناء العمل مع باقي الممتهنين له .
فيما أطراف جسده و خاصة يديه كانتا كبيرتين و عريضتين بشكل غير متسق مع جسمه ، و الذي كان ضئيلا .
و ربما أخذت يداه ذلك الشكل و الحجم ، نظرا لاستغلالهما في أعمال شاقة ، و خاصة حمل أثقال شبكات اصطياد السمك ، وجر الحبال الحديدية أكثر من مرة في نفس اليوم ، و غير ذلك من الأشغال الصعبة و المتعبة .
كان صدى بطولاته يملأ الدنيا ، لكونه أنقذ كثيرا من رفاقه من الغرق و بالتالي من الموت ، و كذلك فعل نفس مع الفتية الذين امتطوا سفن الموت ، محاولين الهجرة إلى الضفة الشمالية ، على متن سفن مهترئة ، حالمين بجنة على الأرض .
كما أنه عُرِفَ لدى الناس بشهامته و تضامنه مع الفقراء ، حيث إنه كان يُكْثِرُ الصداقات لهم و للأرامل و الشيوخ و المعاقين على وجه الخصوص و المعوزين بشكل عام .
و بالتالي حَظِيَ بالاحترام و الوقار ، كما أن طلعته أو حضوره في المناسبات كان يبعثُ الهيبة .
كان يغيب مع فريقه في العمل أياما ، حيث يمكث في عرض البحر ، بعيدا عن اليابسة ، في مهمته الأبدية و هي اصطياد السمك .

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading