نهاية عاشق (03).

26 أكتوبر 2024

ذ . ادريس حيدر 

لم يعد يعتني بهندامه و حالته بل و بصحته التي تدهورت كثيرا .
انقطع عن القراءة ، و كفَّ عن متابعة الأحداث ، و المشاركة في المناقشات و المسامرات التي كان يستهويها و التي كانت بالنسبة له ، لحظات ممتعة لتبادل الآراء و الأفكار ، و أصبح و الحالة هذه مسلوب الإرادة .
قرر أفراد عائلته و أصدقاءه ، فتح موضوع صحته المتدهورةً معه ، في محاولة لتدارك الأمر ، و ذلك بنقله لإحدى المراكز الصحية المخصصة لمحاربة الإدمان ، و إخضاعه ايضاً لجلسات علاجية لدى أحد الأطباء النفسيين .
على ضوء لجوئه إلى الجهات المذكورة ، تحسنت صحته و رجع ببطء و تؤدة إلى حياته العادية .
و لوحظ و هو يتردد على بعض اللقاءات و التجمعات السياسية ، و كذا الندوات الفكرية ، إلا أنه كان سرعان ما كان ينسحب منها قبل أن تنتهي .
مما اضطرّ أفراد أسرته إلى اللجوء إلى أطبائه لاطمئنان على وضعه الصحي و ممارساته الغير المفهومة و انزواءه ، فأكدوا لهم ، أن سلوكه عادي في هذه المرحلة من استشفائه ، و أنه سيكرر انسحابه من اللقاءات ذات الطبيعة السياسية أو الفكرية .
استمرّ العاشق على هذا النهج لمدة ليست بالقصيرة ، و أيضا ربط علاقات مع بعض النساء من مشارب و أعمار مختلفة ، إلا أنه سرعان ما كان يُنهيها ، هامسا لأصدقائه ، أنه لم يكن يجد راحته معهن ، بل ينقصهن – حسب تعبيره – ملح خاص يفتقدن له .
تكدر مزاجه ، و توترت أعصابه ، و أصبح شديد النرفزة و الانفعال ، يصعب معها مناقشته أو تبادل الرأي معه .
لم يعد يتردد على طبيبه ، و قرر من تلقاء نفسه أن يتناول بعض المخدرات ، لكي تُهَدِّئ من روعه و تُلطِّفَ من سلوكه . و لا يُعْرَفُ بالضبط من أقنعه بتعاطيه و تناوله لهذا السم الزءام .
و مع مرور الوقت وجد نفسه و قد أصبح مدمنا على استهلاك المخدرات و مما زاد الطين بلة هو أنه رجع لتناوله الخمر سرا و خفية .
تدهورت حالته الصحية من جديد ، بحيث امتقع و جهه و أصبح يميل لاصفرار ، و اهترأت ملابسه و أصبحت رثة ، كما أهمل مظهره .
تاه في الأزقة و الأحياء بدون قصد أو هدف، بل و أصبح يتحاشى لقاء كثيرا من أصدقائه وًرفاقه و معارفه ، لأنه لم يعد يحتمل أحدا
فقد إذن السيطرة على نفسه ، و أمسى يقضي النهار نائما أو تائها ، و الليل مخمورا أو مُخَدَّراً ، فاقدا لعقله .
.

يُتبع …

 

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading