فلاحو العوامرة ينقلون معاناتهم مع تسويق فاكهة الدلاح

5 سبتمبر 2023

محمد كماشين
نفذ مجموعة من فلاحي جماعة العوامرة
بإقليم العرائش ، شكلا نضاليا احتجاجيا يوم الجمعة فاتح شتنبر الجاري في محاولة منهم لتحسيس المسؤولين على القطاع الفلاحي وباقي المتدخلين، بحجم المأساة التي طالتهم بسبب ما يعرف بكارثة منتوج “الدلاح ” الذي عرف كسادا وبوارا في الأسواق المغربية .. .
وباعتباره فلاحا من أبناء منطقة العوامرة بإقليم العرائش ، ومنسقا بجهة طنجة تطوان الحسيمة للاتحاد العام للفلاحين بالمغرب ، وعضوا بالمكتب التنفيذي لنفس الاتحاد ، أشار السيد الحبيب حبيبي بأن
وجوده رفقة فلاحي المنطقة جاء لدعمهم ومساندتهم بعد المحنة التي مروا بها خلال هذا الموسم ، وتحديدا هذه الصائفة التي تميزت بعدة مشاكل ، والتي لا محالة ستترك انعكاسات سلبية على أنشطة فلاحي العوامرة ومنطقة الغرب ..
وأضاف الحبيب حبيبي أنه حتى وقت قريب كانت تتميز منطقة العوامرة بازدهارها الفلاحي والوضعية المستقرة للفلاحين ، إلا أنه اليوم اختلفت الأوضاع وأصبحت المنطقة فقيرة هشة ،وهو ما يعني التهديد بانقراض الأنشطة الفلاحية !!
وأرجع المتحدث ذلك إلى أن الفلاحين الصغار تراكمت عليهم الديون فاضطروا إلى كراء أراضيهم لشركات فلاحية كبرى دخلت المنطقة، وقامت بالاشتغال على أنشطة فلاحية تصديرية .حلت محل أنشطة كانت تساهم بشكل فعال في توفير الأمن الغذائي .
واضاف ” حبيبي” بأن فلاحي المنطقة يكابدون الأمرين بعد ارتفاع تكلفة الهكتار الواحد و التي انتقلت من 30.000 درهم إلى 70.000 درهم !! وهو ما يعني المزيد من المشاكل والعراقيل التي قابلها المسؤولون بالصمت والتجاهل، فلا أحد منهم زار المنطقة رغم تكرار المعاناة كل سنة ، فمن يتحمل المسؤولية ؟؟؟
وأضاف الحبيب حبيبي: لقد عرت مأساة زراعة فاكهة” الدلاح” عن واقع وضعية فلاحي المنطقة فلا أحد اهتدى إلى سبب هذه الكارثة ، فهل يتعلق الأمر ب “النبتة” ، او الأدوية أو المناخ؟ إنها أسئلة بقيت معلقة أمام صمت المسؤولين .
يقول المتحدث : من الانعكاسات المستقبلية لهذه الوضعية غلاء أسعار المواد الغذائية الفلاحية خاصة بعد تقلص المساحات المزروعة ، وارتفاع أثمنة المواد الفلاحية والأدوية والمحروقات ، كل هذه العوامل تبقى مؤثرة سلبا على الواقع اليومي المعيشي للفلاحين والمواطنين معا.
ويضيف ” حبيبي” كان على المسؤولين التواجد بالميدان والوقوف بجانب الفلاح وتوجيهه لتفادي الأسوأ مستقبلا … ويمكنني القول إن الصورة التي تم تسويقها عن فلاحي المنطقة من كونهم يستعملون الأدوية بشكل عشوائي وغير مرخصة ، أمر غير صحيح ، فمعروف عن الفلاحين هنا جديتهم التي تدفعهم إلى اقتناء أدويتهم من محلات مرخصة ، ويبقى على مسؤولي الاستشارة الفلاحية توجيه الفلاحين، وإرشادهم خاصة وأن المنطقة مؤهلة بوجود الماء والمناخ الملائم، ويبقى على المؤطرين والمرشدين القيام بأدوارهم بدل غيابهم التام عن الحقول .
وختم ” حبيبي” بمناشد المسؤولين بتقديم دعم مادي للفلاحين المتضررين وإعفائهم من فواتير الماء .
وعبر المشاركون في الوقفة عن امتعاضهم من التعاطي السلبي للمسؤولين على القطاع الفلاحي من مؤسسات رسمية وغيرها ، والذين عوض خلق انفراج حتى يمر الفلاح من أزمته ، فضلوا الصمت والقيام بدور المتفرج.
وشكر ” أحمد اليملاحي” الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للفلاحين بإقليم العرائش
كافة المشاركين في هذا الشكل النضالي، وذلك بعد الكارثة التي حلت بهم هذا الموسم والتي عبر عنها المعنيين في كلماتهم التي ترجمت حجم المحنة
وأعلن أحمد اليملاحي عن تضامنه مع الفلاحين الذين عانوا كثيرا، وتحملوا الارتفاع الكبير لأثمنة الأدوية الفلاحية والأسمدة وارتفاع كلفة الإنتاج .
وسجل المتحدث غياب دور الاستشارة الفلاحية والتي من مهامها الإرشاد وتزويد الفلاحين بالمعلومات اللازمة …
وتحدثت أحمد اليملاحي عن دور الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب في الدفاع عن مصالح الفلاحين المتضررين، وإبلاغ مطالبهم إلى الجهات المسؤولة باعتبار المنطقة من المناطق المساهمة في إنعاش الاقتصاد الوطني والمشغلة لليد العاملة المحلية بل حتى القادمة من مناطق أخري .
ودعا المتحدث الحاضرين إلى التماسك والتعاضد لتجاوز المحنة، كما دعا المسؤولين إلى تفهم مطالب وانشغالات الفلاحين المتضررين .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading