ذ . عبد المالك العسري :
…ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 12
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود
صادف يوم الاستراحة يوم الجمعة، ولم يكن من حديث في المدينتين إلا عن المقابلة الفاصلة ليوم السبت، ووصلتنا نحن أعضاء اللجنة بعض الأصداء، ومنها مثلا أن الطُّلْبة في المدينتين “خرّجوا السُّلكة”، ودعَوْا للمتنافسين بالانتصار، كما أن تجار البارتشي حققوا مبيعات كبيرة من بيع اللعبة، التي ازداد الإقبال عليها، وانتشرت حتى في المقاهي التي كانت تمنعها قبلا بسبب ما تُصْدِره من ضجيج، وبدأت بعض المدن الشمالية تفكر في تنظيم مسابقات مماثلة، واستمر بعض أعيان المدينتين في تقديم هدايا تشجيعية للاعبين. كما أن خطيبي الجمعة في المدينتين جددوا الدعوة إلى الالتزام بقيم التسامح والأخوة، والعناية بالجار، والدعاء بالتوفيق لممثلي المدينتين. لكن الأمر المؤكد، هو ان لجنتنا الصغيرة، أصبحت متجاوزة، بحيث اقتصر دورها على تنظيم المباريات، وظهر في الصورة منظمون جدد، تولوا معظم المسائل التنظيمية التي كانت فوق طاقتنا ومنها تدبير اللقاء الأخير بقصر البلدية بمدينة العرائش.
فوجئ الجميع بالحجم الذي اتخذته هذه المبادرة التي كان من المفروض أنها مبادرة محلية بين مدينتين صغيرتين، شبه مهمشتين على الصعيد الوطني، فإذا بها تصبح تظاهرة وطنية، تعدت أخبارها حدود الوطن، وشغلت سكان المدينة من خاصة وعامة، ومسؤولين رسميين وهيئات نقابية وسياسة، وتبنتها خطاباتهم وتصريحاتهم للصحافة، التي عرفنا منها أن هذه المبادرة تدخل في إطار برامج الأحزاب للنهوض بالمدينتين، وسياسة الحكومة لتنشيط السياحة، والخروج بهما من التهميش، و…و…وبحلول يوم السبت الفاتح من مارس، الموعد النهائي للحسم في بطولة البارتشي الأولى بين المدينتين، كانت مقاليد الأمور قد خرجت من أيدينا، وأصبحنا شبه متفرجين، مع احتفاظنا بقنوات الاتصال مع المسؤولين المحليين بواسطة صديقنا عبد المجيد، الذي ظل يخبرنا أولا بأول بكل الإجراءات والتدابير التي تتم لتنظيم اللقاء، وخاصة أنه كان ضمن الأنشطة المنظمة في إطار الاحتفال بعيد العرش.
