البيتو ( 4 )

27 مارس 2023

ذ . عبد المالك العسري : 

ادعوكم لمتابعة هذه السلسلة ،نص أدبي “للدكتور عثمان المنصوري “والدخول إلى أغواره وكشف معاني الجمال وموضع الإبداع فيه ، قصة تنشر لأول مرة عبر حلقات
” “البيتو ”
د :عثمان المنصوري – الحلقة 4
ملاحظة: كل تشابه بين شخصيات هذه القصة وأحداثها مع شخصيات وأحداث واقعية هو تشابه مقصود

انطلقت المقابلات في المدينتين، بنظام شبيه ببطولات كرة القدم، حيث بدأت الجولة الأولى على أساس إجراء أربع مقابلات في كل يوم، تتضمن ثلاث مباريات، وبعدها يقصى المنهزم، ويبقى المنتصر للدور الثاني. وكان اللعب يتم بثمانية أقراص لكل متسابق. استغرقت الجولة أربعة أيام، يليها يوم استراحة، ثم بدأت الجولة الثانية بنفس الترتيب، حيث التقى المنتصرون وعددهم 16 مع بعضهم البعض، وتقلص العدد بعد يومين إلى ثمانية، وبعد يوم استراحة. جرت مباريات الجولة الثالثة، فأفرزت فوز أربعة من أكبر لاعبي المدينة. وفي اليوم التالي تنافسوا للوصول إلى النهاية. وقد جرت المباراة الفاصلة والحاسمة لاختيار بطل المدينة بعد يومي استراحة، بين الجيلالي نخشا، وهو بحار يعمل في إحدى مراكب الصيد في المدينة، وبين خاي احمد الملقب بالروبيو. وكلاهما من أكبر اللاعبين بالمدينة.
وبتوازٍ مع مباريات العرائش، نظمت مقابلات القصر الكبير، وجرت المقابلة النهائية لاختيار بطل المدينة بين شخصيتين معروفتين بتمرسهما في هذه اللعبة، أحدهما هو الشريف العسري، والثاني هو بوسلهام العوينة.
مع مرور الأيام، بدأت هذه اللقاءات تحظى باهتمام الساكنة، وصاروا يتداولون أخبارها، ويأتون أولا بأول لمتابعة المقابلات، التي لم تعد مقهى البارتشي في العرائش ولا النادي بالقصر الكبير قادريْن على استيعاب المتتبعين لها. وكان اللقاء النهائي حاسما في المدينتين، وتابعه عدد كبير من المتفرجين الذين لم يجدوا مكانا لهم فاضطروا إلى الوقوف خارجا، وأحضر صاحب المقهى طاولات إضافية حشر بعضها في الداخل، ووضع الباقي خارجا بجوار المقهى. وتكلف بعض الحاضرين بتبليغ من هم في الخارج بأهم ما يطرأ على سير المقابلات. ومنذ اليوم الأول، تداولنا في مشكل المتابعة هذا، فتفتقت عبقرية فناننا المرحوم البراق عن فكرة عملنا على تنفيذها بأقصى سرعة، حيث رسم الرقعة بألوانها على ورق للرسم من مقياس متر مربع تقريبا، وطلب من المعلم عْلي صاحب دكان للحدادة أن يهيئ له صفيحة معدنية بنفس الحجم، فقام بصبغها وألصق بها الرسم بشكل جيد، ثم بحث عن كرات صغيرة من المغناطيس، وألصقها تحت مجسمات معدنية على شكل قريب من الأقراص، وصبغها بمساعدة المعلم المذكور، وعلق الرقعة الكبيرة على حائط المقهى من الخارج ليتابع الناس ما يجري في الداخل أولا بأول. وكانت اللوحة جاهزة قبل انطلاق المباراة الفاصلة لاختيار ممثل المدينة. وقد دفع صاحب المقهى كلفة هذه اللوحة، التي لم تكن الوحيدة، لأن مثيلة لها أنجزت في نفس الوقت وأرسلت إلى القصر الكبير لنفس الغرض.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading