عبد الإله المرابط ، أو لا أحد يستطيع أن يوقف زحف الإبداع

27 ديسمبر 2022

بقلم : حمزة المراغد

هنا بين جبال آل سريف الشامخة وسهل اللوكوس الخصب نمت زهرة كما النرجس اسمها الكامل القصر الكبير منها جاءنا الفنان المبدع ومن عدوة باب الواد جاءنا العابد في محراب الألوان ومن دروب مدينتنا القديمة جاءنا الرحالة المغوار في درب الرسم والنحت الأستاذ عبد الإله المرابط هذا المتعدد في واحد جاءنا راغبا في اشتهاء الحقيقة، في اكتناز المعنى، ومحو الدهشة، أتانا مفتتنا بالإبداع، يهدينا أعمالا معطرة بتراب الأمكنة وزهو الأزمنة، بالفرشاة تارة وبالنحت في أحايين أخرى.
جاءنا هذا المبدع معلنا بكل امتلاء وبلغة ماو أن لا أحد يستطيع أن يوقف زحف الإبداع.
في الثامن والعشرين من مايو سنة ثلاثة وستين تسع مائة وألف رأى مبدعنا النور بعدوة باب الواد كغيره من مبدعي هذه المدينة مكتنزا في أعماقه تاريخ عدوة خبرت الإبداع..
ولهذا كان هذا الفنان منذ انغماره الأول في عوالم الفن منشدا لأغنية الحياة حالما بالربيع.
انطلق مشواره العلمي والمعرفي من مسيد الفقيه الريسوني بالقطانين لينتقل بعد ذلك بين مجموعة من المؤسسات التعليمية (ابتدائية المرحوم السدرواي ثم علال بن عبد الله والمنصور الذهبي فالثانوية الـمـحمدية كغيره مرة أخرى من مبدعي هذه المدينة.
رحل نحو فاس استكمالا لمشاوره العلمي حصل هناك على شهادة الإجازة في الآداب سنة تسعة وثمانين تسع مائة وألف.
ثلاثة عقود ونيف مارس خلالها مبدعنا مهنة الأنبياء بصبر كبير وعطاء أكبر… بعد حصوله على التقاعد الوظيفي وفي سن التقاعد عاد مبدعنا وانبعث شابا بروحه وعطائه من رماد الآيام كما الفينيق في الزمن الغابر.
بالرسم تارة، وبالنحت مرات أخرى مارس المبدع عبد الإله اعتصار الرحيق ومنح الحياة.
حاور المنطق الأعمى لمدينة للأسف أضحت لا تجيد سوى صناعة الرحيل.
هذا المبدع يمزج اللون بالإحساس بحثا عن أقاصي الإبداع.
عبد الإله المرابط ذو الريشة المضيئة في الفن، مثل الجلولي رشيد في الرواية؛ لا ينقل ما يبدو ظاهرا، بل ما يعتمل في الظل، ينبش بحثا عن الإحساس مرددا مقولة أوجين ديلاكروا “أنا أرسم ما أحس به، لا ما أراه”.
سر انجذابه نحو فن النحت نابع من اهتماماته المركزة بالإنسان عموما وإنسان الهامش بشكل خاص.
ما سنشاهده اليوم هو جزء صغير من مُنجز فناننا لكنها أعمال تفيض معاني وعبرا وتنبض حكمة محبة وعرفانا وسلاما.
كسر الحواجز التي كانت تفصل الفن بالحياة اليومية ليزيد اهتمتامه أكثر بالنحت البيئي موظفا الخشب والصخور والحجارة … كما استطاع فناننا أن يقوم بدمج فن النحت مع التصوير التشكيلي.
ذكر الفنان عبد الإله في حوار صدر في جريدة القدس العربي أن سرّ ولعه بالفن بشكل عام نابع من حبه لمدينتنا، معتبرا أن مسقط الرأس هو اختزال لكل الوطن .. وأن في مدينتنا نور يستحيل أن يغيب عن لوحة الحياة.
الفنان عبد الإله المرابط عضو في المجموعة الدولية للتصوير الفوتوغرافي الخاص بالشوارع.
شارك في معرض للفن التشكيلي والنحت سنة 2016 في هذا المركز.
شارك في الدورة الرابعة لمهرجان اقصر الكبير للمسرح سنة 2018.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading