* محمد الحاجي
عند نهاية حوار أجراه صحفي يومية ” بال سبورت ” الهولندية مع اللاعب المغربي زكرياء أبوخلال عندما كان يمارس في نادي أزد ألكمار ، سأله عن طموحاته المستقبلية و كان يقصد الأندية التي كانت تسعى لجلبه بعد تألقه كلاعب واعد في دوري الإيريديڤيزي ، لكن زكرياء أجاب باقتضاب :” أتمنى أن تزدهر الجمعية الخيرية التي أسستها رفقة بعض أصدقائي لمساعدة الفقراء في مختلف أنحاء العالم ” .
كان هذا الجواب المفاجئ مفتاحا لمعرفة شخصية الفتى ذو الجنسيات الثلاث الذي لعب في الفئات السنية للمنتخبات الهولندية و كانت لازالت تلاحقه الدعوات الملحة لبلدي والديه ليبيا و المغرب للإنضمام إلى أحد منتخبيهما للكبار .
هولندا .. النشأة و التكوين
في الثامن عشر من فبراير عام 2000 رأى زكرياء النور في أحد مستشفيات مدينه روتردام الهولندية .. أبوه طارق أبوخلال المهاجر الليبي و أمه آمال المغربية التي استقرت في هولندا في بداية شبابها .. بعد ثلاث سنوات من ولادة إبنهما البكر قررا الإقامة في مدينة الدار البيضاء بصفة مؤقتة ليعيش زكرياء طفولته الأولى قرب عائلة والدته قبل العودة مجددا الى هولندا سنة 2006 لكن هذه المرة إلى مدينه جرونينجن حيث ظهرت موهبته و ولعه الكبير بكرة القدم بين أقرانه في المدرسة و في أندية الناشئين الصغيرة التي انضم إليها .. كان تميزه قد جلب إليه أنظار المنقبين التابعين لأكبر أكاديميات التكوين في هولندا .. ففي عام 2009 انضم لأكاديمية فيلينك فوجد زكرياء نفسه تحت تأطير النجم الهولندي السابق ڤان بوميل و يجاور فيها أبرز المواهب التي ستصل لاحقا إلى منتخب الطواحين أبرزهم لاعب البارصا الحالي فرانكي دي يونج.
في سن 19 سنة و بعد تطور مستواه بشكل لافت سينجح نادي ب إس ڤي أيهندوفن في ضمه و لم يمض وقت طويل على انضمامه للفريق حتى فرض نفسه أساسيا في خط الهجوم و سجل 12 هدفا و نال تنقيطا جيدا في جل المباريات التي خاضها و انتقل بعدها إلى نادي أزد ألكمار و حافظ على تألقه و مستواه التصاعدي .. التألق الملفت و السن الصغير جعل نادي تولوز الفرنسي يدخل في مفاوضات لجلبه الصيف الماضي .
الأصول تنادي
الجنسيات الثلاث التي يتوفر عليها زكرياء أبو خلال وضعته في اختبار صعب عند وصوله لفئة الكبار لاختيار المنتخب الذي سيخوض فيه مشواره الكروي الدولي .. لعبه للمنتخبات الهولندية في سن صغير لم يحل دون طموحه للعب لأحد منتخبي أصوله .. يقول زكرياء في حوار مع يومية ليكيب الفرنسية : ”
” هولندا تعرف تواجدا كبيرا للمغاربة و عشت محاطا بهم وهذا أسهم بشكل كبير في قراري اللعب مع المغرب .. لقد كنت اتابع المنتخب المغربي منذ الطفولة و حين طُلب مني الالتحاق به لم أتردد “.
قرار زكرياء الإنضمام إلى المنتخب المغربي لم يمر دون غضب كبير في ليبيا موطن والده ، إذ أشعل رد فعل حاد من الليبين و تهديدات بالقتل دفعته إلى اغلاق حسابه الرسمي على موقع انستغرام لفترة طويلة .
أبوخلال الإنسان .
زكرياء أبو خلال يعرفه الجميع بشخصيته المتفردة .. دماثة خلقه و مرحه الدائم و تدينه الذي ظهر عليه في سن مبكرة مكنه من علاقات طيبة مع محيطه العائلي و الكروي .. تربية الطفولة المبكرة على التمسك بقيم الدين الحنيف انعكست على حياته وسلوكاته .. حيث انتشرت له مقاطع أثناء إلقائه لخطبة الجمعة في معسكر المنتخب المغربي ، كما كان خلال فتره تواجده ضمن نادي الكمار يظهر في مساجد هولندا خلال شهر رمضان لجمع التبرعات لجمعيته الخيرية التي تستهدف المناطق الفقيرة في المغرب و خارجه بمساعدة الفئات الهشة باللوازم المدرسية و المواد الغذائية و بناء المدارس و حفر الآبار في القرى النائية .
زكرياء أبو خلال كثيرا ما أرجع الفضل في نجاح مساره الكروي إلى تربيته الدينية .. يقول في إحدى خرجاته على وسائل التواصل الإجتماعي :
” التربية الدينية و القيم التي زرعها والداي و محيطي الصغير في شخصي ، مكنتني من مناعة ضد الطيش الذي يمكن أن يصيب أي لاعب كرة ناشئ و ينهي مساره الرياضي مبكرا ” .