ذ . إدريس حيدر :
لا زالت ذاكرتي ،كما ذاكرة الأجيال الأخرى التي تعاقبت بعد استقلال البلاد،موشومة بآلية من آليات التعليم و الفهم ، إنها أجزاء كتاب ” إقرأ” ،للمأسوف عليه ،و الذي لم ينصف قيد حياته و بعد وفاته إنه الفقيد ” أحمد بوكماخ”.
تميزت هذه الأجزاء من ” إقرأ” بكثير من المميزات منها.
1- عنوان تلك الكتب ” إقرأ” ،و هذه الكلمة إحالة على أول آية في القرآن ، فضلا عن كونها تحريض على القراءة و نهل المعرفة.
2- تضمينها كثيرا من القيم الفضلى :
الجد، الاستقامة ،النزاهة ،الاعتماد على النفس ،الابتعاد عن الكذب و النصب ،الاحتيال ، السرقة ،تقديس العمل ،الشجاعة ، حب العمل و الوطن ،الإيثار…الخ ،و هي قيم تربت و تشبعت بها تلك الأجيال ، و بالتالي زرعت فيهم فضائل حاولوا تنزيلها في حياتهم العامة و الخاصة ، و من تم فنصوص تلك الكتب ساهمت في إفراز مواطن صالح.
3- كانت تصاحب النصوص رسومات معبرة عن الحالات المضمنة بها .
و كانت تلك التشكيلات متقنة ، كما كان معظم التلاميذ يقضون أوقاتا ليست بالقليلة ،يتأملونها و أحيانا يكلمونها و يحاورونها ، بل كان بعضهم يتمنى أن يعيش مع الشخوص المرسومة و وسطهم.
و للحقيقة فلقد كانت تلك الرسوم رائعة و أمينة في نقل أحداث النصوص و مساعدة التلاميذ على فهمها.
من جهة أخرى كان الهدف من تضمين تلك التشكيلات هو تهذيب ذوق الناشئة و محاولة استقطابهم لممارسة هذا الفن الرفيع.
4- تضمين هذه الأجزاء لقصائد جميلة و أحيانا أناشيد تردد جماعيا إلى درجة أن بعض التلاميذ كان يعتقد أن أحد النصوص كان نشيدا وطنيا.و كان الهدف كذلك تهييئ الأطفال لفهم و استيعاب و عشق الشعر وجماله.
علاوة عن ذلك فإن مضمون تلك الأجزاء من ” إقرأ” كان غنيا بالحكم و القيم و النصائح ، و بالتالي ساهمت في تخليق تلك الأجيال و توجيههم توجيها جيدا و سليما في مسارات حياتهم .
فسلاما على روح معدها و مؤلفها و مخرجها للوجود ،المرحوم ذ.” أحمد بوكماخ” و تحية عالية للمدرسين الذين بذلوا جهودا استثنائية من أجل إعداد أولئك التلاميذ بتلقينهم تلك النصوص وتفسيرها لهم و تشجيعهم على إنتاج نصوص مثيلة لتلك المقترحة عليهم و محاولة تكوينهم تكوينا متينا من أجل إعداد رجالات المستقبل.