
بقلم : سليمان عربوش
شر بلية هذا الزمان هو النفاق.. والنفاق على شكله يختلف من شخص الى آخر، والمنافقين صاروا طابورا يمتد في بعضٍ من الصف ويترنح ذات اليمين وذات اليسار، ولم يعد الفصل بينهم، واختلط بهم الاحرار وااحائر والايماء الذين يؤثثون الجمع وحتى الصامتون الذين لا يفتحون فاههم إلا عند مْعلم الاسنان.
وبعض المنافقين من شدة سكوتهم دهرا يتحولون الى جماد حتى إذا مررت بجانبهم يخال لك وكأنهم جزء من الجدار، لكن حتى حين يريدون المشاركة، يفعلون ذلك متأخرين من أجل تمييع موضوع مسترسل لوقت طويل ليس إلا، فلا أحد يلتفت اليهم ولا يتركون اثراً، ولو بقوا على حالتهم من الصمت لكان افضل لهم.
وأخيراً تحرك بعض هؤلاء المجمدة أوصالهم طيلة عقد من الزمن ليكتبوا كما أي فاعلين حقيقيين.. لا ليغنوا المشهد السياسي بالنقاش الآني، بل تقمصوا دور الراهب في الدير محاولين الظهور بشكل المناقش الفذ.. والفهايمي الذي لا يشق له غبار، فتحمسوا اخيرا ليكتبوا من محبرة النفاق فحسب.. تبـ.ـا للفيسبوك.
بعد عقد من الزمن.. اقتيدنا فيه الى المحاكم وسيرت بنا مواكب الاتهامات المتنوعة واحتضنتنا مخافر الشرطة للمبيت، وبعد اصدار أحكام قضائية في حقنا بسلب الحريات، حيث أثقلت هذه الاحكام عاتقنا بعدد من الغرامات بالملايين.. مما جعلنا نحول المعركة مكرهين ولسنا ابطال كما يقول الصف الاخير، بل توجهنا الى حيث محكمة توازي قيمة المعني وتسعنا كلانا بدل المحاكم في ناحيتنا حيث يتسع له مقام الاختصاص والامتياز القضائي، وكان قرارنا هذا فرارا وليس اجتهادا، نكتب هذا الآن حتى يظن البعض أن المعركة سهلة بالنسبة إلينا، فماذا لو لم يتم القبول بما دفعنا به من حجج في مواجهة خصمنا.
ويأتي الآن من آخر الصف من اعتقدها مجال وقد فتح (لِيٌمحن) مفكرته تعصيرا ويلوك من خواطره من دون أن يعود الينا، لسبب وجيه اننا وحدنا من واكبنا هذا الملف الذي سميناه ملف القصر الكبير.
نحن ايها الاخ الراشد لم نستعمل دفوعاتنا كسياسيين، وإلا ما كنا نجحنا، ولا كنا كالكهنة في الدير حتى لا يظن أحد اننا نلبس رداء التقوى للحصول على عطف المؤمنين، ولم نكن كذلك منافقين في معركتنا، ولو كنا كذلك لرسبنا في أول خطوة.. بل قصدنا الى حيث كنا نعتقد أنه ملاذنا، وذلك حين ضاقت بنا الافق هنا، وجاب الله التيسير.. لم نكن نشرك معنا الاهالي بالمدينة لأننا لم نكن متأكدين من النجاج، فحين تم استقبالنا من طرف اعلى سلطة النيابة العامة بالمملكة؛ بقينا صامتين، معتقدين ان ذلك آخر المسار، لكن بعده تم استدعاءنا من طرف الفرقة الجهوية للضابطة القضائية -باردو- بقينا ساكتين حتى لا يخيب املنا ونكون أضحوكة للمنافقين، وبعده تم استدعاءنا للتقديم أمام المحكمة المختصة، تقديم المتهمين 13 أقصد، وحينما قلنا في أنفسنا (….) الآن الأمر جدي، ولابد من مشاركة محبينا والساكنين معنا وكذلك الشامتين فينا والمنغصين والمحبطين كل هذا الانجاز، نعم يا كتبة النفاق فعلنا ذلك بعد سنتين من البحث، وسنتين أخرى من التحقيق.. الى حين أن بزغ لنا فجر الأمان.. (اتدرون يا كتبة النفاق كم كلفنا ذلك من نفقات؟)
هل تساءلتم يوما كيف كنا نشد الرحال كل اسبوع في رحلة الشتاء والصيف حتى تحقق لكم السبب والموضوع اللذان فتح شهيتكم أخيراً من أجل الكتابة؟
الآن نحن أزيد من سنة أخرى امام القضاء الجالس.. وهذا يعني أن المعركة ليست وليدة اليوم يا اخانا راشدا كنت ام قاصرا، ياسنا ام صافيا، فتقديركم لهذه المعركة غير ذا جدوى، ولا أحد التفت اليه، اتدري لماذا اخي المناضل؟ لأننا على أهبة ان تضع الحرب أوزارها بعد أن تقرر صك الاتهام والمتابعة في مواجهة المتهمين، لا فضل لكم فيما جرى أو يجري، ولن يغير ان يكتب مبتدأ شيئا مما تشهده سرايا محكمة جرائم الأموال بالعاصمة.
وفي الأخير لا يفوتني التنويه بشجاعة وصبر وتجلد صنوي وصديقي ورفيق الدرب والمحن مصعب الشوية فاسمه واسمي المتواضع واسم الاخ خالد المودن هي المدونة في محاضر الأمن والسيدة قاضية التحقيق، ولا ننس ايضاً افضال بعض -أكتب بعض- الاخوة من المعارضة، وكذلك شرفاء كثيرين من هذه المدينة التي اهتموا بنا، وكانوا يبادرون بالسؤال عنا في كل مرة وحين، ورغبتهم وتحفيزهم من جعلنا نصبر، ونكافح حتى بلغ الملف الى ما هو عليه الآن.
والى موعد 30 من الشهر الجاري أن تكونوا غير منافقين اذا كانت نيتكم صادقة فيما تكتبون.