شهادة حب واعتراف في حق للا مليكة الطود للأستاذة سمية نخشى.

7 يناير 2025
Oplus_0

– سمية نخشى :

للا مليكة
سيدات مدينة القصر الكبير الفضليات
ضيوفنا الكرام
مساء الخيرات و البركات و اطيب الامنيات

هذه الكلمة لم تكن مبرمجة،
من يومين فقط اقترحها على العزيزة رجاء ( الجعفري) التي رحبت بالفكرة على الفور و لم تبدي أي تردد على الإطلاق ، هو اقتراح بطلب من والدتي حفظها الله ، لاقى استحسانا و ترحيبا في نفسي و في وجداني.
لهذا ، شرف لي أن أتقدم بشهادتي المتواضعة هذه ، في حق المحتفى بها سليلة الحسب و النسب للا مليكة الطود.
السيدة الشامخة التي عرفتها منذ سنين طويلة جدا تعود إلى ثمانينيات القرن المنصرم ،حينما كنت صبية صغيرة في السن و عندما كانت تربطها ، هي و زوجها المرحوم بكرم الله الحاج إدريس الطود أواصر صداقة قوية ب “دار جدي ” المرحوم السي المهدي الريفي .
و ما عرفت أو سمعت عنها الا كل خير من مكارم الأخلاق، و حميد الفضائل و جميل المناقب.
فهي المفرد بصيغة الجمع، اجتمع فيها من الصفات النفيسة ما تفرق في غيرها . هي عنوان العراقة و الأصالة، و رمز النبل و الطيبة و العنفوان
عرفتها أيضا في مناسبة لم تكن سارة على الإطلاق ، بل كانت حزينة جدا ، لكنها وشمت ذاكرتي ، علقت بذهني و لم تبرحه إلى اليوم. كان ذلك يوم فقدت والدي ، رحمه الله . كنت منهارة جدا و الدموع تغرق عيناي المغمضتين، حين سمعت صوتا نسويا قويا يطلب مني أن أفتح عيني ” حل عينك شوف اللي كيعزيك “.
طاوعت صوتها عيناي لأنظر، فأجد للا مليكة رفقة ابنتها الأستاذة سمية التي كانت صديقتي حينها .
تطلعت اليها و انا أحاول أن استوعب حكمتها ، فأدركت ان صوتها المضمر كان ينصحني بأن اتعرف على من أدى معي واجب العزاء ممن لم يفعل و ذلك حرصا على العلاقات الاجتماعية.
هي سيدة مجتمع بامتياز ، لمستها راقية و أثرها طيب.
هي نموذج المرإة القصرية الحرة و الأبية ، لهذا فتكريمها اليوم هو تكريم لكل النساء القصريات الحرائر، فطوبى لهن جميعا بهذا الاحتفاء.
لكل هذا هي سيدة استثنائية من منطلقين:
أولا : من منطلق عطائها الشخصي ، فهي أم فاضلة ، بصمتها الذهبية غائرة من خلال بناتها و أبنائها اللائي و الذين يشرفون مدينتهم و يرفعون رأسها عاليا ، كل من موقعه و مسؤوليته، حفظهم الله جميعا.
لهذا يصدق معها البيت الشعري الخالد لأمير الشعراء أحمد شوقي :
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
انها مدرسة رائدة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
ثانيا: من منطلق عطائها الاجتماعي ، فأنا اعتبرها فاعلة مدنية من خلال مساهمتها في صيانة الموروث الثقافي اللامادي الروحي لفن السماع و المديح بمدينتنا المجاهدة ، و ذلك من خلال الاحتفال سنويا بليلة المولد النبوي الشريف ، فكان بيتها العامر مدرسة لترتيل الأناشيد الدينية و استظهارها جمعا.فكانت حاملة لمشعلها و حاضنة لركن من أركان الهوية الروحية لمدينتنا الفاضلة .
و لا انسى انها سنة 1995، استقبلتنا ، نحن مجموعة من النساء القصريات في منزلها العامر يوم انعقاد الجمع العام التأسيسي لجمعية الأنوار النسوية، فكان التأسيس لرائدة العمل الجمعوي الأولى ، مربية الأجيال، استاذتي الفاضلة، الشاعرة ، الأديبة و المثقفة الكبيرة للا سعاد الطود ( تحية خاصة، كبيرة و حارة لها )
والامتداد المشرق، الواعد و البهي للجمعية اليوم مع الأستاذة نسيبة وفقها الله و أعانها.
لهذا ، فللامليكة، ساهمت في غرس بذور العمل الجمعوي الواعد و الهادف.
سيدتي…….
مبروك هذا التكريم المستحق الذي أثمنه عاليا ، و الذي آمل أن يصبح تقليدا محمودا لا ينقطع.
سيداتي الرائعات……..
كل عام و أنتن بالف خير ، كل عام و أنتن صمام الأمان لأسركن ، لأبنائكن و للمجتمع ، كل عام و انتن نور و ضياء، مثالا لقول مولانا جلال الدين الرومي :” المرإة نور من الله، هي ليست حبيبة و لا مخلوقة بل هي خلاقة ”
شكرا لكن جميعا و طاب حفلكن

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading