القصر الكبير – محمد كماشين :
تخليدا للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة وتزامنا مع الاحتفاء بمصادقة مجلس الأمن الدولي على مشروعية مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية، نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير، بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني، ندوة فكرية هامة بعنوان: “المسيرة الخضراء المظفرة: الملحمة المتجددة”.
الندوة، التي أقيمت يوم الجمعة 07 نونبر 2025، شهدت حضور نخبة من الأساتذة والمهتمين والمتطوعين في المسيرة، إضافة إلى تلاميذ مؤسسة الإمام مسلم الإعدادية الذين يمثلون جيل المستقبل.
- افتتح فعاليات اللقاء الدكتور محمد الصمدي، القيم على فضاء الذاكرة، بكلمة مؤطرة أبرز فيها سياق انعقاد الندوة في ظل خمسينية المسيرة الخضراء، وبالتزامن مع قرار مجلس الأمن الذي يثبت مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي لإنهاء النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. ووجه الدكتور الصمدي الشكر الجزيل لجميع الحاضرين، خاصة المتطوعين في المسيرة وضيوف الندوة.
– قدم الأستاذ محمد الغالي الإدريسي اللنجري، كمتطوع في المسيرة، مداخلة ركزت على العمق الاستراتيجي للقرار التاريخي للملك الراحل الحسن الثاني، مشددا على أن السرية التامة هي ما ضمن نجاح المبادرة بعيدا عن العراقيل الدولية، وأشار الأستاذ اللنجري إلى أن عبقرية الملك الراحل تجاوزت التخطيط السياسي إلى قراءة معمقة للوضع الاقتصادي، وعمل على رصد وتأمين الاحتياجات اللوجستيكية وتحديد نقاط تجمع 350 ألف متطوع ومتطوعة…. وختم بالتأكيد على الروح الوطنية المتقدة التي ميزت المشاركين، معتبرا المسيرة عملا وطنيا ضخما جمع بين الرؤية الثاقبة والالتفاف الشعبي.
- وفي مداخلة بعنوان “المرأة المغربية ومسيرتها في خدمة الوطن: المسيرة الخضراء نموذجا”، أكدت الأستاذة أمينة بنونة، الناشطة الجمعوية والإعلامية، أن المرأة كانت وما زالت شريكا أصيلا في النضال والبناء، و سلطت ذة بنونة الضوء على مشاركة المرأة في ملحمة المسيرة الخضراء سنة 1975، مشيرة إلى أن نسبتها بلغت بين 10 إلى 15%، وأن دورها لم يكن رمزيا بل ميدانياو وعمليا في إعداد الطعام والتمريض ورعاية المشاركين، مما جعلها “عموداً أساسياً في إنجاح المسيرة”. وختمت بالإشارة إلى استمرار عطاء المرأة في مسيرة التنمية والبناء والمساهمة في صياغة مقترح الحكم الذاتي.
- من جانبه، عبر الأستاذ محمد جناح، ممثل جمعية الأعمال الاجتماعية للمسنين والمتقاعدين، عن اعتزازه بالمشاركة في تخليد ذكرى المسيرة كمنعطف حاسم في تاريخ قضية الصحراء، وأشار إلى أن القرار الأخير لمجلس الأمن، المتوج بالخطاب الملكي ليوم 31 أكتوبر، يعد انتصاراوواعترافاوجديدا بعدالة القضية الوطنية، مشددا على أن جلالة الملك محمد السادس جسد من خلاله روح الوحدة الوطنية.
وتقدم المتدخل بتهاني جمعيته، مثمناوجهود الدبلوماسية المغربية المحنكة التي أثمرت فرحا شعبيا واسعا.
- وفي إطار مختلف، قدم الأستاذ عادل تولة، المختص الاجتماعي والباحث في السوسيولوجيا، مداخلة قيمة حول مساهمة الهوايات، مثل جمع النقود والطوابع البريدية، في تعزيز الروح الوطنية وتوثيق الذاكرة، وأوضح ذ. تولة أن صور المسيرة الخضراء التي زيّنت بها بعض الأوراق النقدية والطوابع تشكل رمزا لهويتنا الوطنية، داعيا إلى تشجيع هذه الهوايات في أوساط الشباب لقيمتها التربوية والثقافية في غرس حب الوطن.
كما تضمنت الندوة مشاركة إبداعية للشاعر محمد علوى بعنوان “مسيرة الخلود”، وخاطرة للأستاذ محمد عزوزي عن مشاهدته للحدث من زاوية الطفولة.
واختتم اللقاء بجولة من المناقشة والتفاعل الإيجابي بين الحضور.
