
- ذ . ادريس حيدر :
في هذه المدينة العريقة و الولودة ، تعاقبت أجيال من المثقفين و المبدعين ، و بين الفينة و الأخرى كانت تطفو ثلة منهم ، على سطح الفعل الثقافي على المستوى الوطني ، إن على المستوى الفكري أو الإبداعي ( الرواية ، الشعر و المسرح ) ، أو المعرفي بشكل عام ، و لائحة هؤلاء طويلة ليس المجال لسردها .
إنهم يُعتبرون بمثابة منارات في العلم و المعرفة ، جعلت بعض القامات الفكرية و الإبداعية تزور هذه المدينة من أجل تكريم مبدعيها و استجلاء معينها الذي لا ينضُبُ .
و هنا تحضرني أسماء ك: نزار قباني ، د. الحبابي ،د. الجابري ، د. سبيلا ، د. عبدالهادي بوطالب …الخ .
و في حقب مختلفة كانت تَطالعنا أطياف من المجتمع المدني القصري ، و هي تنسُجُ : الجمال و الإبداع ، بالكلمة القوية ، و الفكرة المقنعة ، و ذلك من خلال تنظيمهم مهرجانات و ملتقيات ، تُصبحُ معه هذه المدينة قبلة و منتدى للفكر و الإبداع ، و هنا تحضرني تجربة جمعية :” مواقف ” الثقافية ، و التي حوكمت ، بسبب إرادتها نشر ثقافة تنويرية .
و كانت آخر هذه التمظهرات الإيجابية لجمعية ملأت الدنيا و الناس و هي ” الامتداد ” الثقافية ذائعة الصيت .
و بالرغم من وسائل التواصل الاجتماعي التي غزت و احتوت الأفراد و الأسر ، و جعلت اهتمام الناس ينصرف إلى الصورة و الكلمة السطحية و الضحلة ، فإن أبناء هذه المدينة لازالوا يُصارعون من أجل التميز ، و ذلك بنشر و دعم ثقافة ذكية برسائل قوية و حاملة لمُتع جمالية .
و في هذا السياق نظمت أطياف من المجتمع المدني القصري ، رحلة إلى المعرض الدولي للكتاب ، أطلقوا عليها : القافلة الثقافية .
و من المعلوم أن هذه التجربة هي الثانية .
و الهدف من هذه العملية هي تكريس تقليد زيارة معرض الكتاب و تطوير المبادرة و ذلك بإشراك الأطفال و زرع بذور القراءة لديهم و كذا حب الكتاب .
و قد كانت هذه التجربة ناجحة ، حيث شرفوا أبناء مدينتهم من المبدعين بحضورهم حفل توقيع أعمالهم الإبداعية .
يقينا أن جذوة العلم و المعرفة لا و لن تنطفئ في نفوس مثقفي هذه المدينة ، و سيظلون رافعين مشعلها لإنارة الطريق المظلم للمجتمع .