_ ذ . محمد الشدادي
تُعد مبادرة قافلة القراءة للجميع التي تنظمها مؤسسة التفتح للتربية والتكوين وادي المخازن، بتنسيق مع المديرية الإقليمية بالعرائش، نبراسا مضيئا يعزز ثقافة المعرفة وحب القراءة في أوساط التلاميذ، وخاصة في المناطق القروية. هذه الجهود المباركة تستحق كل التقدير، فهي لا تقدم فقط الكتب، بل تفتح عوالم جديدة أمام التلاميذ وتُشعل شرارة الفضول والاكتشاف في عقولهم.
(إشادة بالجهود المبذولة):
نود أن نعبر عن خالص الشكر للقائمين على مؤسسة التفتح للتربية والتكوين وادي المخازن وللسيد المدير الإقليمي على تفانيهم وإبداعهم في تنظيم هذه القافلة التي تزور بعض المؤسسات بالعالم القروي. هذه المبادرة لا تسهم فقط في تعزيز مستوى القراءة لدى التلاميذ، بل تحدث أثرا إيجابيا مستداما في حياتهم، فمن خلال مثل هذه المبادرات، يُتاح للتلاميذ فرصة اكتشاف عوالم جديدة ومثرية عبر الكلمة المقروءة.
(ضرورة توسيع نطاق المبادرة):
القراءة ليست مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل هي نافذة تثري الفكر وتنمي الخيال وتفتح أفقاً للإبداع. ومع ذلك، تواجه المؤسسات التعليمية تحديات في تشجيع التلاميذ على القراءة بشكل مستمر وفعّال. لذا، يصبح من الضروري أن تنفتح المبادرة على فئات جديدة، خاصةً تلك الفئة من التلاميذ القرويين الذين ينقلون يوميا بواسطة حافلات النقل المدرسي للدراسة في المؤسسات الحضرية، حيث يعاني معظمهم من استنزاف أوقات فراغهم بجانب المقاهي ومحيط المؤسسات و في استخدام غير موجه للتكنولوجيا.
(نداء للتفكير في فئات مستهدفة جديدة واقتراح توسيع القافلة ):
كم ينتابني الحزن عندما ألاحظ هؤلاء التلاميذ من أبناء العالم القروي يقضون أوقات فراغهم بجنبات المقاهي والحدائق، ماسكين هواتفهم مبحرين في العالم الافتراضي. هذه الصورة تتكرر يومياً، مما يُبرز الحاجة لتوجيه هذه الفئة نحو أنشطة تُثري وقتهم بالمعرفة وتفتح لهم أبواب الإبداع. ويمكن لمبادرة قافلة القراءة أن تحدث تأثيرا أكبر إذا ما وسعت مجال اهتمامها ليشمل هذه الفئة من التلاميذ، بما تملكه المؤسسة من إمكانيات ورسالة سامية. فدعم هذه الفئة يضيف بعدا جديدا للمبادرة، ويسهم في تحويل أوقات فراغهم إلى لحظات مُثمرة وغنية بالمعرفة.
(توسيع الأفق بدعم جمعيات المجتمع المدني):
في ظل التحديات التي تواجه هذه الفئة، يمكن للمبادرة أن تضيف بعدا جديداً عبر إشراك جمعيات المجتمع المدني، وتلك المعنية بالنقل المدرسي، فهي تشكل شريكا طبيعياً للمبادرة، حيث يمكنها أن توفر بيئة آمنة تُتيح للتلاميذ فرصة القراءة والتفاعل الثقافي.
(مقترحات لتفعيل دور الجمعيات):
يمكن لجمعيات المجتمع المدني النشيطة أن تسهم في استثمار أوقات فراغ هذه الفئة من تلاميذ العالم القروي من خلال :
1. فتح مقرات الجمعيات كمراكز للقراءة و تخصيص مساحات بمقراتها تحتوي على كتب ومجلات ملائمة، تُشجع التلاميذ على القراءة.
2. تنظيم أنشطة إبداعية كإقامة ورش للكتابة، ومسابقات في القراءة، وجلسات جماعية مبنية على الكتب المقروءة.
3. دعم التكنولوجيا الهادفة و توفير أجهزة لوحية أو حواسيب مجهزة بكتب إلكترونية وبرامج تعليمية.
4. إشراك أولياء الأمورمن خلال تنظيم فعاليات مفتوحة تعزز دور الأسرة في دعم القراءة، و عقد شراكات بين الجمعيات ومؤسسة التفتح الفني، وذلك بتبادل الموارد وتنظيم أنشطة مشتركة لدعم المبادرة.
(دور جمعيات النقل المدرسي في تعزيز القراءة):
يمكن لجمعيات النقل المدرسي المساهمة بطرق فعّالة في تشجيع القراءة من قبيل تزويد النقل المدرسي بكتب وقصص قصيرة تقرأ أثناء الرحلة ، وعرض تسجيلات لكتب صوتية تعليمية خلال التنقل ، وتنظيم فعاليات مشتركة مع مؤسسة التفتح لتحفيز التلاميذ.
(رسالة مفتوحة لجمعيات المجتمع المدني):
نوجه دعوة صادقة لجمعيات المجتمع المدني النشيطة وكذا جمعيات النقل المدرسي للانخراط في مبادرة قافلة القراءة وتوسيع أثرها ليشمل هذه الفئة المُستهدفة. فبمساهمتكم، يمكننا بناء جيل قارئ ومتعلم قادر على الإسهام في تنمية المجتمع. دعونا نتعاون لتحويل أوقات فراغ التلاميذ إلى فرص غنية بالمعرفة والإبداع. وختاما نعبر عن شكرنا وامتناننا لكل من يسهم في دعم القراءة. وإن توسيع خدماتكم ليشمل تعزيز القراءة واستغلال وقت الفراغ بشكل مثمر سيكون له أثر كبير في تشكيل مستقبل هؤلاء التلاميذ.
