الخنثى، صراع الحسم في حقيقة الجنس

22 مارس 2025

حلقات رمضان وكتاب: رحلة في الفكر والتأمل
الفلسفة السياسية النسوية
سؤال السيادة والكونية في فكر سيلا بنحبيب
من تأليف :د عزيز الهلالي

  • الحلقة 20: الخنثى، صراع الحسم في حقيقة الجنس

في لقاء جمع السيدة صوفي (Sophie) والبروفسور ميشو (Michaux)، بعد عشرين سنة عن انتحار أبيل، تود صوفي القيام بتشخيص لجهازها التناسلي بعد زواج لم يدم سوى شهرين وانتهى بالفشل. وتعود أسباب هذا الفشل، إلى الصعوبة التي عانها الزوج أثناء عملية الولوج. وبعد عملية التشخيص أخبر البروفسور ميشو السيدة صوفي بأنها رجل، لكونها تحمل عضوا تناسليا طوله تقريبا خمس سنتمترات. وبالرغم من افتقاد العضو التناسلي ثقب على مستوى سطح الرأس، فإنه قادر على الانتصاب.ولهذه الأسباب قرر الطبيب ميشو ما يلي: “لا يستطيع زوج صوفي الولوج، لأن صوفي لا تملك فرجا”.
لم تستطع صوفي أن تصدق ما جاء على لسان الطبيب ميشو. لكنه أكد لها بصبر وأناة قائلا: “أيتها المرأة الكريمة أنت رجل”.
بهذا الخطاب الحاسم الذي يحمل قدرا من القوة والشرعية، تكون المؤسسة الطبية قد ألغت تعاقد الزواج بشكل رسمي. كما أسقطت هوية الأنوثة والاسم الذي اختاره الوالدين.
لم يعد بمقدور الخطاب الموازي أن ينهض لاسترجاع سيادته، أي سيادة الاختيار. فسلطة المعيار أجهزت على كل حالة شاذة في موقع “جنس غامض” أو “جنس خطأ” أو “جنس مشكوك بأمره” أو “ما يقع بين الجنسين” أو ما أسماه الدكتور فانكور بارنس (Fancourt Barnes)، في اجتماع تنظيمي يوم 25-أبريل-1888 بالهيئة المتخصصة في أمراض النساء، ب “نموذج حي” (Living Spencimen)، أي نموذج يفتقر إلى تحديد على مستوى الهوية الجنسانية.
إن الصراع هو صراع الحسم في حقيقة الجنس. وقد مورس الصراع في غياب تمكين المرأة من متابعة الدروس بالمؤسسات الطبية. فخلال القرن 19 تم إقصاء المرأة بشكل كبير، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم تمكينها من ديبلومات في مجال الطب. وخلال هذه الفترة كانت القابلات يصادفن حالات الخنثى أثناء عملية التوليد، ولكن الخطاب الشفاهي والمكتوب للقابلات لم ينتصر.هل كن يعانين من هجمات من طرف الطب الرجولي؟ نطرح هذا السؤال لأن ثمة “دراسات تظهر كيف أن العلم والطب الرجولي يستخدم عقله وأدواته وبلاغته لبناء أفكار قوية حول “حقيقة الوقائع للأنوثة والذكورة”.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading