ذة ربيعة حميحم
زلزال الموت أتى فجاة ، ليخبرنا أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة الدنيا … حقيقة لا يماري فيها مخلوق ولا يجادل فيها كائن على ظهر البسيطة .
فزعنا وجزعت قلوبنا ، ووجلت وطارت من أماكنها ، ظن كل منا أنها النهاية وسنساق إلى حتفنا رغما عنا ، وأن الموت يمكن يأتي بغتة دون إنذار … اكتشفنا أن الدنيا لا تساوي جناح باعوضة ، وأنها يمكن أن تفنى في أية لحظة ، تيقنا أن الدنيا بسيطة مهما عظمت ، وأنها قصيرة مهما طالت فلا بد من الرحيل ” إن إلى ربك الرجعى ” صدق الله العظيم .
أحسست لوهلة أن قوتنا ضعيفة مهما استقوينا ، وأن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله ، لكنه الحليم أمهلنا وسترنا…. لم نهيئ مركب السير ، ولم نقدم لمثل هذا اليوم ….
جاء أمر الله بياتا ، و شهدنا ليلة كأهوال يوم القيامة ليلة تذهل الأم فيها عن رضيعها ، وجوه مخضبة بالدموع ، وجفون زائغة ، محلقة في سقف يهتز ، وأرض ترتج !!! وشفاه تتمتم بكلمات مبهمة بالشهادتين …. نفوس تتأرجح بين الحياة والموت ، كل يجري ويركض لينجوا بنفسه ناسيا أحباءه ، تاركا النفيس والغالي وراءه ، هوت أرواحنا وسقطت !!!!!
رحم الله شهداءنا فهم أحياء عند ربهم يرزقون وربط على قلوب ذويهم ومنحهم الصبر والسلوان .” وإنا لله وإن إليه راجعون ” .