بمناسبة اليوم العالمي للممرض : التمريض نزيف الهجرة

13 مايو 2023

بقلم : ذ : غينة بنعياد

ونحن نخلد اليوم العالمي للممرض، و الذي يصادف 12ماي من كل سنة، و باعتباري جزء من الجسد التمريضي لهذا البلد، و كما يقال “فأهل مكة أدرى بشعابها” كان لابد من تسليط الضوء على هذه المهنة التي هي من أنبل و أشرف المهن .
مهنة التمريض عرفت تطورا كبيرا على مدى سنوات ، حتى أصبح خريجوها من المعاهد العليا التابعة للتعليم العالي و بشواهد عليا.
لكن رغم هذا التطور الأكاديمي لازالت مهنة التمريض في المغرب لم تتبوأ المكانة التي تستحقها ،خاصة عندما ينتهي المسار الأكاديمي و يلج الممرضون ميدان العمل ،فنجد للأسف الشديد مادرسناه في المعاهد بعيد كل البعد عن الواقع .
هذا الواقع أقل ما يقال عنه أنه لايوفر ظروف الاشتغال لا ماديا و لا معنويا، و هذا يسوقنا للحديث عن الهجرة التي اختارها الكثير من الممرضين كحل للهروب من ظروف الاشتغال الغير الائقة و التي لاتحافظ على الكرامة.
فقبل التطرق لظاهرة هجرة الأطر التمريضية لابد للإشارة للتضحيات الجسام التي يقدمها العاملين في هذا القطاع وفي كيفية تنزيل وأحرأة البرامج الصحية و محاربة الأوبئة التي عرفتها البلاد لفترات طويلة، و كان آخرها وباء كورونا الذي أودى بحياة العديد من الممرضين و الممرضات، ناهيك عن الأمراض المعدية الفتاكة التي أصابت العديد من العاملين في القطاع.
وفي ظل كل هذه التضحيات تعاني هذة الفئة من مشاكل عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
-أجور زهيدة لا ترقى إلى مستوى ما يقدمه الممرض من تضحيات.
-فئوية في التعويض عن الأخطار المهنية مع أن الخطر واحد.
-جدول ترقيات بطيء لا يتناسب مع ارتفاع مستوى المعيشة المرتفع.
-نقص كبير في المعدات و اللوازم الطبية الضرورية.
-الضغط المستمر على الأطر التمريضية بسبب النقص الحاد في الموارد البشرية مما يؤثر سلبا على الصحة النفسية و الجسدية للأطر التمريضية.
و ماذكرته ليس سوى جزء بسيط مما نعانيه في الواقع.
و هذا يجرنا للحديث عن ظاهرة هجرة الأطر التمريضية لبلدان مختلفة مثل كندا و ألمانيا و فرنسا و غيرها،فهذه البلدان و خاصة بعد جائحة كورونا عرفت قيمة هذه الفئة داخل المنظومة الصحية و ما تقدمه من علاجات مختلفة، فأصبحت تقدم للممرضين عروضا مغرية لاستقطابهم، عروضا أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها توفر العيش الكريم و بيئة مناسبة للعمل من الناحية المادية و المعنوية و أيضا تفتح آفاقا كثيرة للتطور العلمي و المهني ،و هذا يجرنا لطرح العديد من الأسئلة:
-كيف للدولة و خاصة المسؤولين عن القطاع أن يقدموا أطرا تم تكوينهم في معاهد عليا للدولة و التكلفة التي خصصت لهم على مدار ثلاث سنوات من التكوين أن تهديهم على طبق من ذهب لدول أخرى للاستفادة منهم؟
-إن ما تخسره الدولة بهجرة هذه الكفاءات ، لم لاتنفقه على تحسين ظروف اشتغالهم و توفير العدالة الأجرية؟
انطلاقا من كل ما سبق قد تكون الهجرة حلا سريعا للذين فقدوا الأمل في التغيير-و لا يسعني الا أن أتمنى لهم التوفيق-و أقول لزملائي ممن اختاروا البقاء في هذا الوطن ، أن النضال هو طريقنا لتحقيق مطالبنا المشروعة ، فكم من المطالب تحققت بالنضال الميداني و هو طريق دربه طويل و يحتاج إلى صبر و تضحيات عبر الأجيال و طول نفس،و أذكر من بين هذه المطالب التي تحققت و نشهد بها لهذا الجيل الطموح تحقيق المعادلة العلمية،في انتظار النضال من أجل إخراج مصنف الكفاءات و الهيئة للوجود و مطالب أخرى ربما ننتزعها بصبرنا و نضالنا المستميت،.
و ختاما أبارك لزملائي عيدنا العالمي كل عام و الممرض(ة)المغربي بخير و عافية.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading