د . انس الفيلالي
في الوقت الذي دخلت فيه الأدوية العصرية والأطباء مع المستعمر الاسباني لمدينة القصر الكبير لم تتغير تمثلات ومعتقدات ساكنة المدينة بخصوص الأمراض وكيفية علاجها – على غرار باقي المدن المغربية – ؛ حيث كان التبرك بقبور الأولياء والوليات حسب الذهنية المغربية يشفي من جل الأمراض المعدية والنفسية و العقلية؛ حيث توزعت اختصاصات العلاج من الأمراض على كل ضريح؛ فكما كان الناس يطلبون من قبر مولاي علي بوغالب الرحمة والمغفرة ويدعون لانفسهم بتحقيق متمنياتهم عبر التبرك بقبره؛ وكان أيضا يذهب بالمصابين بالأمراض العقلية والنفسية لضريحه حيث يجلبونهم مقيدين بالسلاسل؛ أما مرضى الشلل والصرع ومختلف الأمراض الجلدية فكانوا يقصدون ضريح للا رقية؛ أما ضريح للا رحمة فكانت تقصده النساء اللواتي تتأخرن عن الحمل؛ فيما كان نسوة المدينة يقصدن ضريح للا العالية حين يصاب أبنائهن بمرض يسمى ” أخت الصبيان” الذي يرتبط إلى أمراض المس حسب اعتقادهن .في حين نسجت حول صومعة البنات أسطورة فك تأخير سن الزواج . أما قبر للا مينة فقيل أنها تعالج مرض الحمى وآلام الاضراس بمعنى ان ضريحها كان متخصصا في أمراض اللثة والاسنان Dentiste
بالإضافة إلى ما سبق؛ كانت هناك تخصصات طبية أخرى لدى قبور أولياء آخرين حسب الذهنية المحلية؛ لهذا يجب العمل على الاحتفاء بكل أوليائنا بنفس الدرجة من كسوتهم إلى مواكب تعظيمهم واستدرار بركاتهم عسى أن تنفعنا هاته البركات في تطوير واقعنا وتخلفنا لنلتحق بركب من سبقنا من الأمم في التقدم والرقي في الحياة اليومية .
للتفصيل أكثر انظر : مقال لأنس الفيلالي، الأمراض والأوبئة بمدينة القصر الكبير من بداية القرن التاسع عشر إلى نهاية الحماية الأجنبية … ضمن كتاب ‘ القصر الكبير، التاريخ والتراث والتنمية’ ، منشورات كلية الآداب بالرباط، تنسيق: محمد سعيد المرتجي
، 2022.