
– محمد كماشين
شهدت مدينة القصر الكبير انطلاق ورش التخطيط التنموي بمقاربة تشاركية ومندمجة وذلك في استجابة فورية وتطبيق دقيق للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والداعية إلى إعداد “جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة”،
ترأس الاجتماع السيد باشا مدينة القصر الكبير، صباح يوم الجمعة 7 نونبر 2025 بقاعة الاجتماعات بالملحقة الإدارية الرابعة، وسط
حضور كثيف وتعبئة شاملة.
شهد اللقاء، الذي يأتي مباشرة بعد افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة، وبمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربع جلالته على العرش، حضورا نوعيا ووازنا، ضم وفدا عن عمالة إقليم العرائش، رئيس المجلس الجماعي للقصر الكبير، ورؤساء المصالح اللاممركزة، وممثلي السلطات المحلية، إلى جانب ممثلين عن فعاليات المجتمع المدني ومجموعة من الفاعلين المحليين والإعلاميين الذين واكبوا هذا الحدث.
وقد أكد المتدخلون على أن هذا الورش التنموي الكبير يشكل محطة مفصلية لإعادة تصور أساليب التدبير الترابي على أسس جديدة قوامها الشفافية، والنجاعة، والالتقائية بين البرامج القطاعية. الهدف الأسمى هو تحقيق تنمية مستدامة تستجيب بفعالية لتطلعات الساكنة المحلية وتتماشى مع التحولات الوطنية الكبرى التي يشهدها المغرب.
وفي كلمته الافتتاحية، أبرز السيد الباشا الأهمية القصوى لهذا اللقاء باعتباره الحلقة الأولى في “مسلسل تشاوري واسع” يهدف إلى إشراك جميع الفاعلين المحليين في بلورة وتحديد أولويات المدينة، مؤكدا أن الإنصات للمجتمع المدني والفاعلين الميدانيين هو المدخل الأساسي لـ”تعبئة الموارد المتاحة بشكل فعال ومنسجم”.
تمحورت المداخلات حول ضرورة اعتماد مقاربة مندمجة في إعداد المشاريع المستقبلية، ترتكز على التخطيط الاستراتيجي والحكامة الجيدة. وتم الإلحاح على إيلاء أهمية خاصة لقطاعات حيوية تشكل ركائز التنمية الشاملة، وهي:
البنية التحتية, التشغيل، البيئة،
التعليم والثقافة
وقد تميز اللقاء بـنقاش مفتوح ومسؤول، عبر خلاله ممثلو المجتمع المدني عن استعدادهم الكامل للانخراط الإيجابي عبر تقديم مقترحات عملية ومشاريع قابلة للتنفيذ، لتلبية آمال الساكنة في تحسين ظروف العيش وتطوير المرافق الأساسية.
شدد المتدخلون على ضرورة التنسيق المستمر لضمان انسجام الرؤى والمشاريع، مع الحرص على إشراك فئة الشباب والنساء في بلورة الحلول التنموية، ترسيخا لـ”المشاركة المواطِنة”.
وفي الختام، تمت الدعوة إلى إعداد تقارير تركيبية شاملة تتضمن خلاصة المقترحات والأفكار المتداولة، لرفعها إلى الجهات المختصة لاعتمادها ضمن التصور الشامل للبرنامج التنموي الترابي الجديد. وتمت الإشادة بروح التعاون والمسؤولية التي ميزت هذا الاجتماع، مع التأكيد على استمرار عقد لقاءات موضوعاتية قطاعية خلال الأسابيع المقبلة لتتبع مسار الإعداد وتحديد الأولويات التنموية بدقة ومنهجية.