
ذ . عبد الرؤوف الزكري :
كانت موضوع مائدة مستديرة بالمنتدى الوطني للمدرس، وهي تدعو إلى التفاؤل بالنظر إلى عدد المشاركين من المتعلمين في المسابقات الوطنية والعربية. الذي يتضاعف سنة بعد أخرى، و يكفي أن نشير إلى أن 15 ألف تلميذ قرؤوا 50كتابا في السنة الماضية، ولعل هذا كاف للشهادة على حسن مقروئية ناشئتنا كما يرى السيد فؤاد شفيقي. وهي حصيلة ولا شك، يقف خلفها بالإضافة إلى شغف القارئ ومثابرته، مشرفون لا يألون جهدا للرقي بتلامتذتهم إلى احتضان الكتاب، وجعله رفيقا في الحل والترحال.
لكن الإطار الجامعي والتربوي: خالد خطاط، كان له رأي آخر في قراءة المتعلمين لهذا العدد الكبير من الكتب، الذي لا يقرأه الراشدون من المتعلمين في السنة، وقد لاحظ أثناء المنافسات، أن متعلمين يكتفون باستظهار ملخصات الكتب. يؤكد هذا سوق الكتاب بالمغرب، حيث سجل بصدده الأديب: مبارك ربيع ضعف الإنتاج وقلة التسويق، مع سيطرة الكتاب الترفيهي، والفضائحي و السياسي، … أما الثقافي فلا مكانة له في السوق.
لكن يبقى التحفيز والرغبة في الشهرة التي يسعى لها اليافعين، والجوائز القيمة التي ترصد لهذه الجائز دافعا مهما لمعانقة الكتاب. وهي محطة ينبغي استثمارها لجعل القراءة طقسا يوميا واعتياديا في حياة الطفل واليافع، و هو ما يمكن ملاحظته في أحد المؤهلين في هذه السنة: يوسف الزهري الذي تجاوز مقروؤه 300 كتاب، لكتاب كبار: إدوارد سعيد، عبدالرحمن منيف، عبدالرحمن الكواكبي، فاطمة المرنيسي،… وتبقى إغناء المكتبة بكتاب مغاربة، لترسيخ الثقافة المغربية، و جذب شغف القارئ، مسؤولية نخب ومسؤولين ومدرسة وإعلام.