
الخليل القدميري :
بعد قراءة رواية “باريو مالقة” للروائي الراحل محمد أنقار، تناول فيها مظاهر الحياة الاجتماعية والتعايش بين السكان المغاربة والإسبان إبان فترة الحماية في تطوان، وسلط فيها الضوء على كثير من الشخصيات والأحداث والوقائع والأماكن بأسلوب قصصي بديع، أثار فيّ شهية رواية ما تختزنه الذاكرة وما تجود به الوثائق التاريخية عن “باريو إسكرينيا” في مدينة القصر الكبير في فترة الحماية، لاسيما وأن ما جاء في رواية أنقار شبيه إلى حد ما بما جرى آنذاك في حي إسكرينيا الذي كان يقطنه المغاربة والإسبان وبعض اليهود الميسورين الذين كانوا يتواجدون خارج الملاح.
وكان التعايش بين الساكنة تتخلله بعض الصعوبات والمشاكل وفترات التوتر الناتجة عن سياسة المستعمر الذي كان يمارس قبضته الحديدية كلما شعر أن مصالحه قد تؤول إلى زوال.
وكانت مدينة القصر الكبير آنذاك مدينة حدودية تتمركز فيها أطياف المقاومة والزعامات السياسية وعرفت أحداثاً وشخصيات ثقافية ودينية لعبت أدواراً هامة في تاريخ المغرب الراهن.