د : أنس الفيلالي .
أضحى فضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير قبلة لجل المؤسسات التربوية والباحثين والمجتمع المدني بالمدينة، كما يقدم أطره وأطر المندوبية السامية للمقاومة بالإقليم عروضا علمية في مختلف المؤسسات التربوية والثقافية والسجنية، ويساهمون بمداخلاتهم في مختلف القنوات المرئية والإذاعات الجهوية والوطنية في مختلف الذكريات الوطنية والمحلية، لكن فضاء الذاكرة التاريخية كان الفضاء الثقافي الذي بقيت أبوابه مفتوحة بالرغم من الجائحة ومن الحجر الصحي، كما لم يتوقف أطره على تقديم مختلف الخدمات الثقافية والعلمية، بحيث تم التركيز على اللقاءات والمحاضرات العلمية الرقمية بكثرة قبل أن نعود في استقبال عشرات الزيارات اليومية واللقاءات الحضورية في الأشهر الماضية بعد الرجوع للحياة العادية التي يعرف فيها الفضاء زخما ثقافيا وتنويريا استثنائيا بالمدينة.
أما في الفترة السابقة المرتبطة بالحجر الصحي؛ فمن بين 62 من الندوات والمحاضرات العلمية التي نظمناها، تم نشر مجموعة من المداخلات وقصاصات الذكريات التي نخلدها في نشرة التواصل للمندوبية السامية لقدماء المقاومين، والتي توجت هذه السنة بنشر فعاليات الندوة العلمية الوطنية الموسوعة ب” بداية عهد الاستقلال بالشمال المغربي: بين رهان الوحدة وتحدي التنمية” التي كان مقررا أن نعمل على تنظيمها حضوريا في بداية الجائحة، لكن قدر لها أن تنشر بحلة فريدة من نوعها.
شارك في هذه الندوة التي عمل على تنسيقها وتصحيح مشاركاتها الدكتور عبد الاله الحداد والدكتور محمد الصمدي 19 باحثا، فيما أشرف على العمل وواكبه الدكتور عبد الحميد الموذن رئيس مصلحة النشر والتوزيع.
وللإشارة، فقد كان من بين المشاركين الذين سيشرفوننا بالقصر الكبير، هو المرحوم الدكتور إدريس بوهليلة الذي وافته المنية قبل أن يرى آخر مشاركة له علمية موسومة ب ” زيارة السلطان محمد الخامس لشمال المغرب وأبعادها الوحدوية ” في هذا الإصدار الجديد . فله الرحمة والأثر الطيب .
المكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم العرائش
